ِحداد.. في الصعيد!آخبار الحوادث في مسرح الحادث الضحايا وصلوا 60 قتيلا في حادث المنيا
منتده المشاكسون :: الأخبار :: الاخبار
صفحة 1 من اصل 1
ِحداد.. في الصعيد!آخبار الحوادث في مسرح الحادث الضحايا وصلوا 60 قتيلا في حادث المنيا
قام بالتغطية :حسين حمزة
السيناريو الدامي ليس جديد ا لضحايا حوادث نزيف الأسفلت الذين يسقطون كل يوم بالعشرات، لكن هذه المرة الكارثة كانت تمثل فجيعة بشعة لتسجل واحدة من أسوأ حوادث الطرق لعام ٨٠٠٢.. اكثر من ٠٦ شخصا لقوا مصرعهم وأصيب ٠١ آخرون معظمهم من الشباب الذين لم يتجاوزوا العشرين من العمر.. في حادث اصطدام اتوبيس ركاب بسيارة نقل عند قرية دهروط مركز مغاغة ليفسد الحادث المؤلم علي اسر الضحايا فرحة العيد.. ويعشش الحزن في بيوتهم بعد ان فقدوا أعز الأحباب غرقي في مياه ترعة الابراهيمية!
أخبار الحوادث.. انتقلت إلي محافظة المنيا وعاشت التفاصيل المؤلمة.. والمشاهد المفعجة للحادث البشع لحظة بلحظة..
صباح الأحد الماضي.. طريق الصعيد الزراعي يشهد زحاما شديدا لحركة السيارات الاجرة والاتوبيسات التي نقل المواطنين من بلادهم إلي الوجه البحري.. عائدين لاعمالهم أو جامعاتهم عقب انتهاء اجازة عيد الأضحي المبارك.. سباق محفوف بين قائدي السيارات تكشفه سرعة مجنونة غير عابئين بأرواح البشر.. وتكون النتيجة الطبيعية غالبا حادث تصادم يقع.. وينتهي بازهاق أرواح بعض الضحايا الأبرياء!
لكن.. أمام قرية دهروط مركز مغاغة.. كان المشهد الدامي مختلفا تماما عن كل الحوادث التي وقعت علي هذا الطريق خلال هذا اليوم أو الأيام التي سبقته.. فماذا حدث؟!
الساعة تقترب من العاشرة صباحا.. اتوبيس ركاب خاص يحمل رقم ٥١ بني سويف قادم من المنيا.. مكتظ عن آخره بالركاب.. لا مكان داخله لقدم.. الناس مضطرة لتحمل هذا العبء الثقيل والاستغلال البشع من قبل السائقين ليلحقوا بأعمالهم.. قبل الوصول إلي كوبري القرية بأمتار قليلة.. فوجيء قائد الاتوبيس »أمجد حنا جرجس« ٠٤ سنة بسيارة نقل محملة بالاحجار تقطع الطريق أمامه لتنحرف يسارا متجهة لعبور الكوبري فجأة حاول قائد الاتوبيس تفادي التصادم بها.. لكن مقدمة الاتوبيس من الناحية اليمني تصطدم بمؤخرة السيارة.. ليتجه الاتوبيس يسارا وتختل عجلة القيادة في ايدي قائده لينحرف يمينا بسرعة.. ليسقط بكل ركابه في مياه ترعة الابراهيمية وسط حالة من الرعب القاتل.. عاشها أكثر من ٠٧ راكبا وهم عدد ركاب الاتوبيس التي أكدها ضحايا الحادث المفجع..!لحظات رهيبة تشهد صرخات مدوية.. وترديد الشهادة.. والاستغاثة بالسماء أملا في النجاة.. لكن لم يمض لحظات حتي قبع الاتوبيس بركابه في قاع الترعة ليلتزموا الصمت رغما عنهم..!
العناية الالهية تدخلت لانقاذ ٠١ من الركاب بمعجزة غير عادية.. حيث انهم لم يجيدوا السباحة.. وفي نفس الوقت وصلت إليهم ايادي اهالي عزبة علي باشا القبلية وقرية دهروط المطلتان علي الطريق الذين اندفعوا بسرعة البرق لانقاذ ما يمكن انقاذه.. اضطروا لكسر زجاج نوافذ الاتوبيس.. ونجحوا في انقاذ العشرة.. لكن باقي الضحايا خرجوا أموات.
فزع علي الطريق!
عقب وقوع الحادث بلحظات.. اصيب طريق مصر اسوان الزراعي بحالة من الشلل التام.. وتكدست مئات السيارات المتجهة إلي الوجه القبلي والعكس.. بعد ان اصيب ركابها بحالة من الفزع امام بشاعة حادث الاتويس.. مما اضطر أجهزة أمن المنيا إلي الاسراع بتحويل مسار الطريق إلي الطريقين الصحراوي الشرقي والغربي لفك الاشتباك بمعرفة رجال المرور.
أبلغ الأهالي العميد محمود علم الدين مأمور مركز مغاغة بالحادث.. الذي انتقل مع نائبه العقيد عادل مكرم والمقدم خالد مندور رئيس مباحث المركز..والمقدم ثروت يحيي مفتش المباحث بقطاع الشمال الذين استدعوا سيارات الاسعاف التي هرعت إلي مكان الحادث خلال دقائق.. ٠٢ سيارة وبمجرد اخطاره أسرع اللواء جاد جميل مدير أمن المنيا بالانتقال إلي المكان بعد ان كلف قائد شرطة الانقاذ النهري ورجال الحماية المدنية بسرعة الانتقال لانقاذ الضحايا والغرقي. واصدر توجيهاته إلي اللواء عادل الشاذلي مدير مباحث المنيا بتأمين متعلقات الركاب وتشديد الحراسة الأمنية في مكان الحادث ومستشفيات مغاغة وبني مزار العام.
في نفس الوقت، حرص اللواء دكتور أحمد ضياء الدين محافظ المنيا علي الانتقال بسرعة إلي مكان الحادث.. وبمجرد وصوله أصدر توجيهاته للمسئولين بتوفير الرعاية الانسانية لأسر الضحايا الذين توافد وصولهم من البلاد المختلفة إلي مكان الحادث وآثار الكارثة علي وجوههم.. وطلب من مصطفي عبدالقادر رئيس مركز مغاغة ونائبه محمود سعد التواجد بمستشفي مغاغة لتقديم الرعاية والمساعدات لأسر الضحايا المنكوبين.
رجال الانقاذ النهري قفزوا إلي مياه الترعة بحثا عن الضحايا قبل أن يجرفهم التيار وتقذف بهم المياه بعيدا عن مكان الحادث.. لتتوالي المشاهد المؤلمة باستخراج جثث الضحايا من قاع الترعة بمساعدة الأهالي وبعض الصيادين.. ويقوم رجال الاسعاف بنقلها إلي المستشفيات.
شاهد رؤية!
> قابلت »أخبار الحوادث« صالح سعد الله سائق والذي شاهد الحادث أثناء وقوعه.. قال:
كنت أقود سيارتي النصف نقل قادما من بني مزار.. خلف الاتوبيس المنكوب بعدة أمتار.. وعندما اقترب من الكوبري.. فوجئت باصطدام الاتوبيس بمؤخرة السيارة النقل التي كانت تعبر الطريق إلي اليسار فجأة.. لينحرف الاتوبيس بقوة يسارا.. ثم يمينا ليسقط في الترعة بركابه.. كل هذا حدث في لحظة..!
أجمع عدد من أهالي عزبة علي باشا القبلية المطلة علي مكان الحادث أن أول ضحية من مصابي الحادث عندما أخرجناه حيا.. صرخ قائلا: »أنا من ديروط.. والثاني قال: أنا من برطباط« وطالبوا بضرورة ازدواج الطريق لمنع تكرار هذه الكوارث.
خمسة من بيت واحد!
آثار الكارثة كانت واضحة فوق ملامح حسني سلامة من قرية الشيخ فضل.. قال:
> حضرت للبحث عن جثث خمسة من أقاربي نادي كامل.. وحنفي صلاح وجمال محمد وطه سعيد وفاطمة صابر.. كلهم خرجوا جثثا هامدة ما عدا نادي مازالت جثته في بطن الترعة!
باستعراض اسماء ضحايا الكارثة.. تبين أن مدينة بني مزار هي الأكثر ضررا حيث ودعت في موكب مهيب ٢٢ ضحية من ضحايا الحادث في مشهد أدمي القلوب معظمهم من طلبة الجامعة!
في مثل هذه الكوارث.. نتوقف دائما أمام الساعات الأخيرة في حياة كل ضحية.. وفي هذا الحادث استمعنا الي حكايات حزينة عن معظم الضحايا.. كلها تؤكد المقولة الشائعة: أن الانسان دائما يشعر بقرب موعد الرحيل دون أن يدري متي وكيف سيقابل ربه؟!
> أول مفاجأة توقفت أمامها.. وأنا ألقي نظرة علي جثث الضحايا أن من بينهم أحد أصدقائي »عامر عبدالحميد هريدي« الموجه بالتربية والتعليم وعضو مجلس محلي مركز مغاغة وبجواره جثة زوجته السيدة نادية عبدالحميد »مديرة مدرسة«. لم أصدق عيني.. فهو نفس الصديق الذي ساقتني اليه الصدفة لنتبادل العناق والقبلات تهنئة بعيد الأضحي، عندما جمعتنا الصدفة وهو في طريقه الي محافظة سوهاج بصحبة زوجته الراحلة ليؤديا واجب عزاء هناك.. وشاء القدر أن يلقيا مصرعهما معا في الأتوبيس المشئوم.. كانت آخر كلماته لي وكأنه يودعني في اللقاء الأخير الذي سبق وقوع الحادث ب٨٤ ساعة :
»اعمل حسابك الزيارة الجاية لازم نشرب القهوة مع بعض علشان اتكلم معك في موضوعات مهمة«.. و افترقنا دون أن يعلم كل منا أنه لقاء الوداع الأخير!.. ودون أن يعلم هو أنه سيخلف موعده معي علي غير عادته.. لكن هذه المرة.. رغما عنه!
قال لي مصطفي عبدالقادر رئيس الوحدة المحلية لمركز ومدينة مغاغة أن عامر خلال الأسابيع الأخيرة زار مكتبي عدة مرات.. في كل مرة يمسك بيده طلبات لحل مشاكل مواطنين بسطاء.. كان متحمسا جدا لحل هذه المشكلات، حتي انني قلت له مازحا:
ايه حكايتك يا أستاذ عامر انت عامل زي اللي بيستعد لتوديع الحياة.. فرد علي ضاحكا:
- مين عارف امتي الساعة يا ريس!
> فيصل أحمد عبدالرحمن.. موظف ببنك التنمية ببني مزار.. استوقفنا والدموع تنهمر من عينيه متسائلا:
>> ما لقيتوش اسراء؟!
> من اسراء؟!
>> بنتي الطالبة في كلية الصيدلة ببني سويف.. خرجت في الصباح حاملة حقيبة كتبها وملابسها متوجهة الي بني سويف حيث تدرس.. معظم الضحايا طلعوهم.. لكن اسراء ماطلعتش من الميه.. جابولي شنطتها لكن هي فين.. مش عارف.. اعملوا معروف هاتولي اسراء.. وعاد الرجل لدموعه وسط عشرات المواسين من زملائه في البنك وأقاربه.
أحد أفراد الأسرة.. أكد لنا أن اسراء حصلت علي ليساني العلوم.. ثم التحقت بكلية الصيدلة.. وكانت تستعد لحفل خطوبتها خلال أيام ثم زفافها لكن القدر لم يمهلها لتموت مع ضحايا الاتوبيس المنكوب.
السيناريو الدامي ليس جديد ا لضحايا حوادث نزيف الأسفلت الذين يسقطون كل يوم بالعشرات، لكن هذه المرة الكارثة كانت تمثل فجيعة بشعة لتسجل واحدة من أسوأ حوادث الطرق لعام ٨٠٠٢.. اكثر من ٠٦ شخصا لقوا مصرعهم وأصيب ٠١ آخرون معظمهم من الشباب الذين لم يتجاوزوا العشرين من العمر.. في حادث اصطدام اتوبيس ركاب بسيارة نقل عند قرية دهروط مركز مغاغة ليفسد الحادث المؤلم علي اسر الضحايا فرحة العيد.. ويعشش الحزن في بيوتهم بعد ان فقدوا أعز الأحباب غرقي في مياه ترعة الابراهيمية!
أخبار الحوادث.. انتقلت إلي محافظة المنيا وعاشت التفاصيل المؤلمة.. والمشاهد المفعجة للحادث البشع لحظة بلحظة..
صباح الأحد الماضي.. طريق الصعيد الزراعي يشهد زحاما شديدا لحركة السيارات الاجرة والاتوبيسات التي نقل المواطنين من بلادهم إلي الوجه البحري.. عائدين لاعمالهم أو جامعاتهم عقب انتهاء اجازة عيد الأضحي المبارك.. سباق محفوف بين قائدي السيارات تكشفه سرعة مجنونة غير عابئين بأرواح البشر.. وتكون النتيجة الطبيعية غالبا حادث تصادم يقع.. وينتهي بازهاق أرواح بعض الضحايا الأبرياء!
لكن.. أمام قرية دهروط مركز مغاغة.. كان المشهد الدامي مختلفا تماما عن كل الحوادث التي وقعت علي هذا الطريق خلال هذا اليوم أو الأيام التي سبقته.. فماذا حدث؟!
الساعة تقترب من العاشرة صباحا.. اتوبيس ركاب خاص يحمل رقم ٥١ بني سويف قادم من المنيا.. مكتظ عن آخره بالركاب.. لا مكان داخله لقدم.. الناس مضطرة لتحمل هذا العبء الثقيل والاستغلال البشع من قبل السائقين ليلحقوا بأعمالهم.. قبل الوصول إلي كوبري القرية بأمتار قليلة.. فوجيء قائد الاتوبيس »أمجد حنا جرجس« ٠٤ سنة بسيارة نقل محملة بالاحجار تقطع الطريق أمامه لتنحرف يسارا متجهة لعبور الكوبري فجأة حاول قائد الاتوبيس تفادي التصادم بها.. لكن مقدمة الاتوبيس من الناحية اليمني تصطدم بمؤخرة السيارة.. ليتجه الاتوبيس يسارا وتختل عجلة القيادة في ايدي قائده لينحرف يمينا بسرعة.. ليسقط بكل ركابه في مياه ترعة الابراهيمية وسط حالة من الرعب القاتل.. عاشها أكثر من ٠٧ راكبا وهم عدد ركاب الاتوبيس التي أكدها ضحايا الحادث المفجع..!لحظات رهيبة تشهد صرخات مدوية.. وترديد الشهادة.. والاستغاثة بالسماء أملا في النجاة.. لكن لم يمض لحظات حتي قبع الاتوبيس بركابه في قاع الترعة ليلتزموا الصمت رغما عنهم..!
العناية الالهية تدخلت لانقاذ ٠١ من الركاب بمعجزة غير عادية.. حيث انهم لم يجيدوا السباحة.. وفي نفس الوقت وصلت إليهم ايادي اهالي عزبة علي باشا القبلية وقرية دهروط المطلتان علي الطريق الذين اندفعوا بسرعة البرق لانقاذ ما يمكن انقاذه.. اضطروا لكسر زجاج نوافذ الاتوبيس.. ونجحوا في انقاذ العشرة.. لكن باقي الضحايا خرجوا أموات.
فزع علي الطريق!
عقب وقوع الحادث بلحظات.. اصيب طريق مصر اسوان الزراعي بحالة من الشلل التام.. وتكدست مئات السيارات المتجهة إلي الوجه القبلي والعكس.. بعد ان اصيب ركابها بحالة من الفزع امام بشاعة حادث الاتويس.. مما اضطر أجهزة أمن المنيا إلي الاسراع بتحويل مسار الطريق إلي الطريقين الصحراوي الشرقي والغربي لفك الاشتباك بمعرفة رجال المرور.
أبلغ الأهالي العميد محمود علم الدين مأمور مركز مغاغة بالحادث.. الذي انتقل مع نائبه العقيد عادل مكرم والمقدم خالد مندور رئيس مباحث المركز..والمقدم ثروت يحيي مفتش المباحث بقطاع الشمال الذين استدعوا سيارات الاسعاف التي هرعت إلي مكان الحادث خلال دقائق.. ٠٢ سيارة وبمجرد اخطاره أسرع اللواء جاد جميل مدير أمن المنيا بالانتقال إلي المكان بعد ان كلف قائد شرطة الانقاذ النهري ورجال الحماية المدنية بسرعة الانتقال لانقاذ الضحايا والغرقي. واصدر توجيهاته إلي اللواء عادل الشاذلي مدير مباحث المنيا بتأمين متعلقات الركاب وتشديد الحراسة الأمنية في مكان الحادث ومستشفيات مغاغة وبني مزار العام.
في نفس الوقت، حرص اللواء دكتور أحمد ضياء الدين محافظ المنيا علي الانتقال بسرعة إلي مكان الحادث.. وبمجرد وصوله أصدر توجيهاته للمسئولين بتوفير الرعاية الانسانية لأسر الضحايا الذين توافد وصولهم من البلاد المختلفة إلي مكان الحادث وآثار الكارثة علي وجوههم.. وطلب من مصطفي عبدالقادر رئيس مركز مغاغة ونائبه محمود سعد التواجد بمستشفي مغاغة لتقديم الرعاية والمساعدات لأسر الضحايا المنكوبين.
رجال الانقاذ النهري قفزوا إلي مياه الترعة بحثا عن الضحايا قبل أن يجرفهم التيار وتقذف بهم المياه بعيدا عن مكان الحادث.. لتتوالي المشاهد المؤلمة باستخراج جثث الضحايا من قاع الترعة بمساعدة الأهالي وبعض الصيادين.. ويقوم رجال الاسعاف بنقلها إلي المستشفيات.
شاهد رؤية!
> قابلت »أخبار الحوادث« صالح سعد الله سائق والذي شاهد الحادث أثناء وقوعه.. قال:
كنت أقود سيارتي النصف نقل قادما من بني مزار.. خلف الاتوبيس المنكوب بعدة أمتار.. وعندما اقترب من الكوبري.. فوجئت باصطدام الاتوبيس بمؤخرة السيارة النقل التي كانت تعبر الطريق إلي اليسار فجأة.. لينحرف الاتوبيس بقوة يسارا.. ثم يمينا ليسقط في الترعة بركابه.. كل هذا حدث في لحظة..!
أجمع عدد من أهالي عزبة علي باشا القبلية المطلة علي مكان الحادث أن أول ضحية من مصابي الحادث عندما أخرجناه حيا.. صرخ قائلا: »أنا من ديروط.. والثاني قال: أنا من برطباط« وطالبوا بضرورة ازدواج الطريق لمنع تكرار هذه الكوارث.
خمسة من بيت واحد!
آثار الكارثة كانت واضحة فوق ملامح حسني سلامة من قرية الشيخ فضل.. قال:
> حضرت للبحث عن جثث خمسة من أقاربي نادي كامل.. وحنفي صلاح وجمال محمد وطه سعيد وفاطمة صابر.. كلهم خرجوا جثثا هامدة ما عدا نادي مازالت جثته في بطن الترعة!
باستعراض اسماء ضحايا الكارثة.. تبين أن مدينة بني مزار هي الأكثر ضررا حيث ودعت في موكب مهيب ٢٢ ضحية من ضحايا الحادث في مشهد أدمي القلوب معظمهم من طلبة الجامعة!
في مثل هذه الكوارث.. نتوقف دائما أمام الساعات الأخيرة في حياة كل ضحية.. وفي هذا الحادث استمعنا الي حكايات حزينة عن معظم الضحايا.. كلها تؤكد المقولة الشائعة: أن الانسان دائما يشعر بقرب موعد الرحيل دون أن يدري متي وكيف سيقابل ربه؟!
> أول مفاجأة توقفت أمامها.. وأنا ألقي نظرة علي جثث الضحايا أن من بينهم أحد أصدقائي »عامر عبدالحميد هريدي« الموجه بالتربية والتعليم وعضو مجلس محلي مركز مغاغة وبجواره جثة زوجته السيدة نادية عبدالحميد »مديرة مدرسة«. لم أصدق عيني.. فهو نفس الصديق الذي ساقتني اليه الصدفة لنتبادل العناق والقبلات تهنئة بعيد الأضحي، عندما جمعتنا الصدفة وهو في طريقه الي محافظة سوهاج بصحبة زوجته الراحلة ليؤديا واجب عزاء هناك.. وشاء القدر أن يلقيا مصرعهما معا في الأتوبيس المشئوم.. كانت آخر كلماته لي وكأنه يودعني في اللقاء الأخير الذي سبق وقوع الحادث ب٨٤ ساعة :
»اعمل حسابك الزيارة الجاية لازم نشرب القهوة مع بعض علشان اتكلم معك في موضوعات مهمة«.. و افترقنا دون أن يعلم كل منا أنه لقاء الوداع الأخير!.. ودون أن يعلم هو أنه سيخلف موعده معي علي غير عادته.. لكن هذه المرة.. رغما عنه!
قال لي مصطفي عبدالقادر رئيس الوحدة المحلية لمركز ومدينة مغاغة أن عامر خلال الأسابيع الأخيرة زار مكتبي عدة مرات.. في كل مرة يمسك بيده طلبات لحل مشاكل مواطنين بسطاء.. كان متحمسا جدا لحل هذه المشكلات، حتي انني قلت له مازحا:
ايه حكايتك يا أستاذ عامر انت عامل زي اللي بيستعد لتوديع الحياة.. فرد علي ضاحكا:
- مين عارف امتي الساعة يا ريس!
> فيصل أحمد عبدالرحمن.. موظف ببنك التنمية ببني مزار.. استوقفنا والدموع تنهمر من عينيه متسائلا:
>> ما لقيتوش اسراء؟!
> من اسراء؟!
>> بنتي الطالبة في كلية الصيدلة ببني سويف.. خرجت في الصباح حاملة حقيبة كتبها وملابسها متوجهة الي بني سويف حيث تدرس.. معظم الضحايا طلعوهم.. لكن اسراء ماطلعتش من الميه.. جابولي شنطتها لكن هي فين.. مش عارف.. اعملوا معروف هاتولي اسراء.. وعاد الرجل لدموعه وسط عشرات المواسين من زملائه في البنك وأقاربه.
أحد أفراد الأسرة.. أكد لنا أن اسراء حصلت علي ليساني العلوم.. ثم التحقت بكلية الصيدلة.. وكانت تستعد لحفل خطوبتها خلال أيام ثم زفافها لكن القدر لم يمهلها لتموت مع ضحايا الاتوبيس المنكوب.
reem- مدير أعمال رئيس مجلس الاداره
- عدد الرسائل : 414
العمر : 43
تاريخ التسجيل : 01/11/2008
منتده المشاكسون :: الأخبار :: الاخبار
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى